التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {بل أتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون 90 ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون 91 عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون 92 قل رب إما تريني ما يوعدون 93 رب فلا تجعلني في القوم الظالمين 94 وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون 95}

صفحة 5088 - الجزء 7

  «فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ» أي: جل وصفه عن الشركاء «قُلْ» يا محمد «رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ» يعني ما يوعد هَؤُلَاءِ الكفار من العقاب «رَبِّ فَلَا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ» أي: لا تهلكني بهلاكهم، قيل: هو عذاب الدنيا، وقيل: عذاب الآخرة، وقيل: هو عذاب مؤخر عن أيامه، وقيل: هو في كفار قُتلوا بعده، وقيل: هم أهل البغي، وقيل: معناه: إن تريني فيهم ما تعدهم من العذاب، فلا تهلكني به، ولا تجعلني منهم، واجعلني ممن رضيت عنهم، و (في) بمعنى (مع)، أي: لا تجعلني معهم، «وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ» قيل: من العذاب المعجل، وقيل: من العذاب الآخرة.

  · الأحكام: يدل قوله: «وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ» على نفي الاثنين، وهو دليل التمانع الذي فصله المتكلمون.

  وتدل على أن العبادة تحق لخالق الأجسام.

  وتدل على أن الجسم لا يفعل الجسم، إذ لو فعله لاستحق العبادة.

  وتدل على وجوب الانقطاع إلى اللَّه تعالى في كل حال.

  وتدل على حسن دعاء العبد بما يعلم أنه تعالى يفعله لا محالة، عن أبي علي، لذلك قال: «فَلاَ تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ».

  وتدل على أن الكذب والشرك فِعْلُهُم ليس بخلق اللَّه تعالى.