قوله تعالى: {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون 115 فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم 116 ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون 117 وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين 118}
  لبثكم وقلته ما آثرتم الفاني على الباقي، وقيل: لو علمتم أن الباقي خير من الفاني.
  · الأحكام: تدل الآية على عظيم حال المؤمنين في القيامة وسوء حال من خالفهم وسخر منهم.
  وتدل على أن السخرية توجب العذاب.
  ولا يقال: إنهم سخروا على وجه الكفر، لذلك عذبوا؟
  قلنا: أفرد جزاء السخرية، ولو كان الكفر هو الموجب لما صح ضمه إلى ما لا يوجب.
  وتدل على أن الجنة تنال بالصبر على الطاعات وعن المعاصي.
  وتدل على أن أيام الدنيا قليلة في جنب الآخرة.
  قال أبو علي: ولا تدل على نفي عذاب القبر، بأن يقال: كان يجب لو صحت أن يعرفوا قدر لبثهم؛ لأن عذاب القبر لا يدوم، ولا يعرفون قدر اللبث وإن عذبوا.
  وتدل على أن السخرية فِعْلُ العبد وليس بخلق اللَّه تعالى.
قوله تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ١١٥ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ١١٦ وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ١١٧ وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ١١٨}