التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون 115 فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم 116 ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون 117 وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين 118}

صفحة 5103 - الجزء 7

  · القراءة: قرأ حمزة والكسائي ويعقوب: «تَرْجِعُونَ» بفتح التاء وكسر الجيم على إضافة الفعل إليهم، وقرأ الباقون بضم التاء وفتح الجيم على ما لم يُسَمَّ فاعله تفخيماً.

  · اللغة: الحسبان والظن من النظائر، واختلفوا في الظن، فعند أبي علي والقاضي أنه جنس برأسه سوى الاعتقاد، وعند أبي هاشم هو من جنس الاعتقاد، وحد الظن: قوة أحد النقيضين على الآخر في النفس من غير سكون النفس، وقيل: الظن: ما يوجب كونه ظاناً، والظان يجد نفسه ظاناً.

  والعبث ما لا غرض فيه ولا عاقبة له، وهو قبيح بمنزلة الظلم والكذب.

  · الإعراب: إنما قال: «إلهاً آخر»؟ [ليزول]، الإبهام، لأن «إلهاً» حال من اسم اللَّه تعالى والمفعول محذوف، كأنه قيل: يدعو مع اللَّه منعماً آخر.

  ونصب «عبثاً» على الحال، عن سيبويه وقطرب، تقديره: عابثين، وقيل: على المصدر، عن أبي عبيدة، وقيل: نصب على الظرف أي بالعبث، وقيل:

  للعبث عن بعض نحاة البصرة، وهو الوجه.