التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين 6 والخامسة أن لعنت الله عليه إن كان من الكاذبين 7 ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين 8 والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين 9 ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله تواب حكيم 10}

صفحة 5133 - الجزء 7

  إني جئت أهلي عشاء فوجدت رجلاً معها رأيته بعيني، وسمعته بأذني، فكره ذلك رسول اللَّه صلى اللَّه عليه، حتى رأى الكراهة في وجهه، فقال هلال: إني لأرى الكراهة في وجهك، واللَّه يعلم أني لصادق، وإني لأرجو أن يجعل اللَّه فرجاً، فَهَمَّ رسول اللَّه ÷ بضربه، واجتمعت الأنصار، وقالوا: ابتلينا بما قال سعد، أن يجلد هلال وتبطل شهادته، فنزل: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} الآيات، فقال رسول اللَّه: «يا هلال فإن اللَّه تعالى قد جعل فرجاً»، فقال: كنت أرجو ذلك، واجتمعا عند رسول اللَّه ÷ وآله فقال: «إنْ أحدكما كاذب فهل من تائب»، فقال هلال: يا رسول اللَّه، بأبي أنت وأمي لقد صدقت، «فَلاَعَنَ بينهما»، فلما شهد هلال أربع مرات قال ÷ في الخامسة: «اتق اللَّه يا هلال، فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، وإن هذه الخامسة هي الموجبة»، فقال هلال: واللَّه لا يعذبني عليها، وشهد الخامسة، ثم شهدت المرأة أربع شهادات، فقال عند الخامسة: «اتق اللَّه فإنها موجبة»، فَهَمَّتْ بالاعتراف، ثم قالت: لا أفضح قومي، فشهدت الخامسة، ففرق بينهما، وقضى أن الولد لها، ولا يُدعى لأب.