التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم 11 لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين 12 لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون 13 ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم في ما أفضتم فيه عذاب عظيم 14 إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم 15}

صفحة 5143 - الجزء 7

  وحُمِلَ هودجها على بعيرها، فتُوُهِّم أنها فيه، وعادت وقد رحلوا وذهبوا، وكان صفوان بن المعطل السلمي من وراء الجيش، وقيل: كان من صالحي المسلمين، وقيل: كان حصورًا لا يأتي النساء، وقتل بعد ذلك شهيداً، فمر بها وهي قاعدة وعليها ملاءة، فعرفها، فأناخ بعيره حتى ركبت وساقه حتى أتى الجيش بعدما نزلوا في قائم الظهيرة، فتكلم المنافقون، وقال عبد اللَّه بن أُبي: واللَّه ما نجت منه ولا نجا منها، والَّذِينَ خاضوا فيه عبد اللَّه بن أُبي، ومِسْطَحُ بن أثاثة ابن خالة أبي بكر، وحسان بن ثابت، وحمنة ابنة جحش، وأخبرت بذلك، فعادت إلى بيت أبي بكر ومرضت، فدخل عليها رسول اللَّه ÷ وعلى آله سلم عائداً بعدما انقطع عنها أياماً، فنزلت هذه الآية عليه في كل بَرًّ رُمِيَ براءة لها، عن الزهري وجماعة.

  قالوا: ولما سري عنه بعد ما أخذه غشيان الوحي قال: «أبشري عائشة»، وأَمَرَ بالَّذِينَ رموها فجلدوا الحد ثمانين، والقصة مشهورة، وقد قالوا في ذلك أشعارًا كثيرة.

  · المعنى: ولما بين تعالى أحكام القذف، وعَظَّمَ أمره فأوجب الحد في الأجنبيات،