قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم 21 ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم 22 إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم 23 يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون 24 يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين 25}
  وهو أبو بكر عند جميع المفسرين، فأما السعة قيل: من عنده سعة من المال، وهم الأغنياء، وقيل: هم أولوا الفضل في الدين والسعة في المال «أَنْ يُؤْتُوا» معناه ألّا يؤتوا، أي: لا يعطوا، يعني يحلف ألا يعطوا، وقيل: لا يقصر أن يعطوا «أُوْلِي الْقُرْبَى» قرابته يعني مِسْطَحاً، وكان ممن قذف عائشة.
  ومتى قيل: هلا حَسُنَ منه منع الإحسان لما آذاه في ابنته حتى أمر بالإنفاق عليه؟
  قلنا: لا؛ لأن من أحسن مع من أساء إليه كان أجره أعظم، وقيل: اعتذر مسطح وتاب بعدما حُدَّ، فلم يقبل أبو بكر عذره، فلما نزلت الآية سَرَّهُ ذلك وأنفق عليه.
  ومتى قيل: أليس مسطح كان بدريًّا، وورد الخبر بأنه غفر لهم، وقال: «اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم»؟
  قلنا: البدري قد يحصل منه الكبيرة، ويؤخذ بها خلاف ما يقوله النوابت، وإنما غفر لهم ما مضى؛ لأن الغفران فيه يصح؛ لأنه بمنزلة الإبراء، ولا يجوز حمله على المستقبل؛ لأنه إغراء بالمعاصي وإباحة للقبيح.
  فأما قوله: «اعملوا ما شئتم» قيل: أراد أعمالهم وعاقبتهم على الخير والتوبة، وقيل: هو مبالغة في الرضى عنه لفرط جهدهم، فاستحال أن يُحْمَلَ على