التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرءون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم 26 ياأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون 27 فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم والله بما تعملون عليم 28 ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم والله يعلم ما تبدون وما تكتمون 29}

صفحة 5169 - الجزء 7

  الأنس بتابعة الدين والإسلام، «وَتُسَلِّمُوا» قيل: فيه تقديم وتأخير، أي: حتى تسلموا «عَلَى أَهْلِهَا» وتستأنسوا وتستأذنوا، فإن أذن فادخلوا، وقيل: في مصحف ابن مسعود: [حتى تسلموا]، وتستأذنواوقيل: معناه تستأذنوا بأن تسلموا، فتقولوا: السلام عليكم أدخل؟ وهذا هو الوجه، وقيل: تستأنسوا فإن أذن فسلموا «ذَلِكُمْ خَيرٌ لَكُمْ» يعني فعل ما أمركم به «لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ» مواعظه وأوامره ونواهيه فتتبعونها «فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا» في البيوت من يأذن لكم في الدخول فلا تدخلوها حتى يوجد فيها من يأذن لكم، فإذا قيل لكم: «ارْجِعُوا» الأمر لهم «فَارْجِعُوا» ولا [تقفوا على] أبوابهم، ولا تهجموا عليهم «هُوَ أَزْكَى لَكُمْ» قيل: الرجوع أزكى من الوقوف، أي: أطهر، وقيل: فعل ما أمركم أزكى وأصلح، «وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ» أي: عليم بأعمالكم فيجازيكم بها «لَيسَ عَلَيكُمْ جُنَاحٌ» أي: حرج وضيق «أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيرَ مَسْكُونَةٍ» يعني بغير استئذان «فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ» أي: منفعة لكم، قيل: هي الخانات، عن قتادة، وأباح النزول فيها، وقيل: الخربات للغائط والبول، عن عطاء، وقيل: بيوت التجار وحوانيتهم التي فيها أمتعة الناس، عن ابن زيد، وقيل: جميع البيوت التي لا ساكن فيها، وقيل: هي بيوت مكة، عن محمد بن الحنفية، وقيل: الخربة التي يأوي إليها المسافر صيفاً أوْ شتاء، عن الضحاك. «فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ» قيل: أثاث لكم وأموال وأمتعة للتجار، عن ابن زيد، وقيل: متاعهم النزول فيها، عن أبي علي. «وَاللَّهُ