قوله تعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون 30 وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون 31}
  الخَمْرُ؛ لأنه يغطي العقل، والخَمَرُ: كلما يسترك من شجر أو بناء أو غيره، ومنه الحديث: «خمروا آنيتكم». أي: غطوها.
  اختلفوا في (مِنْ) مِن قوله: {مِنْ أَبْصَارِهِمْ} قيل: هو صلة، أي: غضوا أبصارهم، وقيل: هو ثابت لابتداء الغاية، وقيل: بمعنى التبعيض؛ لأن غض البصر واجب في بعض المواضع، وفي بعض الأحوال ليس كذلك، عن أبي مسلم، وقيل:
  معناه ينقصوا من نظرهم، فلا ينظروا إلى ما حرم اللَّه، وهذا يقرب من قول أبي مسلم.
  · المعنى: ثم بين فيما يتصل بما قبله ما يحل من النظر والخلوة وما لا يحل، فقال.
  سبحانه: «قُلْ» يا محمد «لِلْمُؤْمِنِينَ»، وإنما أمر بأن يخاطب المؤمنين بهذا الخطاب لوجهين:
  أحدهما: أنه من فروع الدين، فيخاطب به المؤمنين.
  والثاني: لأنه لا يَقْبَلُها ولا يعمل بها إلا المؤمنون.
  وقيل: إنه تعالى أراد تطهيرهم، وتزكيتهم، وإنما يزكي المؤمنين دون غيرهم «يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ» أي: يكفوا ويحبسوا أبصارهم عن النظر إلى ما لا يجوز من