التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا وآتوهم من مال الله الذي آتاكم ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم 33 ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات ومثلا من الذين خلوا من قبلكم وموعظة للمتقين 34}

صفحة 5188 - الجزء 7

  · النزول: قيل: نزلت الآية في غلام لحويطب بن عبد العزى يقال له: صُبيْحٌ، سأل مولاه أن يكاتبه فأبى، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية فكاتبه على مائة دينار فوهب منها عشرين دينارًا وأداها، وقتل يوم حنين في الحرب.

  فأما قوله: {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ} نزلت في عبد اللَّه بن أُبي بن سلول المنافق، أكْرَهَ أمته على الزنا لضريبة يأخذها، فنزلت الآية.

  وقال مقاتل: نزلت في ست جوار لعبد اللَّه بن أبي: معاذة، ومسيكة، وأميمة، وجممرة، وأروى، وقتيلة، فشكا بعضهم إلى رسول اللَّه ÷، فنزلت الآية.

  وقيل: كان لعبد اللَّه جاريه تسمى معاذة، وأُسِرَ رجل من قريش يوم بدر فأرادها الأسير فأبت؛ لأنها كانت مسلمة، فأكرهها عبد اللَّه بن أُبي رجاء أن تحمل، فيطلبه القرشي لفداء ولده، عن الزهري.

  · المعنى: ولما تقدم ذكر نكاح العبيد والإماء عقبه بذكر كتابتهم، فقال سبحانه: «وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ» أي: يطلبون الكتابة من عبيدكم، وإمائكم، «فَكَاتِبُوهُمْ» قيل: هو أمر فرض وحتم إذا طَلَبَ العبد، وعلم فيه الخير، عن