قوله تعالى: {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون 164}
  وثانيها: جريهما على طريقة واحدة حتى تتم به المصالح ومعرفة الأزمنة من السنين والشهور، وتتم به النعمة من السكون وابتغاء الفضل.
  وثالثها: أخذ أحدهما من صاحبه والزيادة والنقصان.
  ورابعها: تعلق ذلك بجري الشمس والقمر على الحد الذي يجري عليه لولاه لما تم الليل والنهار.
  وخامسها: قصر كل واحد وطوله باختلاف مشارق الأرض ومغاربها.
  وسادسها: اختلافهما حتى لو دام أحدهما واتصل لما تمت المصلحة ومنافع الخلق.
  وسابعها: لولاهما لما صح شيء من معرفة السنين والحساب.
  فأما الفلك وإن كان من أفعال العباد فلا يتم إلا بأمور من جهته تعالى:
  أولها: الآلات التي يعمل بها الفلك كالخشب والحديد وغيرها مما لا يقدر عليها غيره.
  وثانيها: صفة الماء في الرقة التي لولاها لما صح جري الفلك.
  وثالثها: ما يفعله تعالى في الماء منْ الجِرْيَة الشديدة وما فيه من الاعتمادات والرطوبات.
  ورابعها: تخلل الماء في البلاد ليقع الانتفاع في الفلك.
  وخامسها: الاعتمادات التي خلقها في الماء حتى منع الفلك من الرسوب.
  وسادسها: إرسال الريح لإجراء السفن على حد معلوم.
  وسابعها: ما أجرى به العادة من السلامة في الغالب في تقوية القلب في الركوب.
  فأما الماء المنزل من السماء فيدل من وجوه:
  أولها: إنشاؤه مع أنه لا يقدر عليه غيره.
  وثانيها: صفته من الرقة والعذوبة وحياة الأرض.