قوله تعالى: {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون 164}
  وثالثها: نزوله قطرًا على وجه لا يتلاقى ولا يتدافع.
  ورابعها: نزوله بقدر الحاجة وفي أوقاتها.
  وخامسها: إسكانه في الأرض وإخراجه بقدر الحاجة.
  وسادسها: ما يتعلق به من التطهير والمأكول والمشروب والعبادات وكل ذلك يدل على مدبر حكيم.
  وأما إحياء الأرض بعد موتها فيدل من وجوه:
  أولها: ظهور النبات والثمار والحبوب، وذلك مما لا يقدر عليه أحد سواه.
  وثانيها: ما يحصل به من أقوات الخلق وأرزاق الحيوانات.
  وثالثها: أنه يُنبت كل شيء بقدر الحاجة.
  ورابعها: اختلاف ألوانها على حد لا يكاد يحصى.
  وخامسها: اختلاف الطعوم، وذلك ليس بمقدور البشر.
  وسادسها: اختلاف المنافع والمضار.
  وسابعها: ما أجرى به العادة في حدوثها في أوقاتها ليتم به المصالح.
  وثامنها: ما أجرى به العادة أن لا يحدث من كل شجرة إلا نوعًا من الثمرة لتتم مصالح الخلق وليهتدوا إلى معايشهم ومكاسبهم.
  وتاسعها: ما تنبت الأرض من أنواع الملابس والروائح وغيرها.
  وعاشرها: اختلاف الروائح واختلاف المنافع من الأغذية والأدوية وأن بعضها ينتفع بقشرها وبعضها بلبها، وبعضها بأصلها وبعضها بورقها، وبعضها بأزهارها، فسبحانه من مدبر حكيم وصانع عليم!.
  وأما بث الدابة فيها فيدل من وجوه:
  أولها: خلق الدواب المختلفة بالهيئات المختلفة.
  وثانيها: إحياؤه لما بث فيها من دابة.
  وثالثها: جعله كل دابة على صفة تحتاج إلى الماء.