قوله تعالى: {الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم 35}
  جريج، وقيل: المشكاة عمود القنديل التي فيها الفتيلة، وقيل: هو القنديل، عن مجاهد. «فِيهَا مِصْبَاحٌ» قيل: هو السراج، وقيل: السراج أعظم من المصباح، وإنما شبه بالقنديل فيها مصباح؛ لأنه يجمع الضوء «الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ» أي: عظيم مضيء، ودراري النجوم: عظامها.
  ثم وصف دهنها، فقال سبحانه: «يُوقَدُ» يعني: ذلك السراج يوقد «مِنْ» دهن «شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ» خص الزيتون لأن دهنها أضوأ، وقيل: لأنها أول شجرة نبتت في الدنيا بعد الطوفان، وقيل: منتهى منزل الأنبياء، وقيل: لأنه بارك فيها سبعون نبياً منهم إبراهيم، فسماها مباركة.
  ثم وصف الزيتونة، فقال سبحانه: «لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ» قيل: لا يسترها عن الشمس جبل، فإذا طلعت أصابتها، وإذا غربت أصابتها، فهي ضاحية للشمس، وليست بشرقية لا تصيبها الشمس إذا غربت، ولا هي غربية لا تصيبها الشمس إذا طلعت بالغداة؛ بل تأخذ حظها من الأمرين، فيكون دهنها أجود وأضوأ، عن ابن عباس، وعكرمة، وقتادة، وقيل: ليست في مَقْنُؤَةٍ لا تصيبها الشمس، ولا هي بارزة للشمس لا يصيبها الظل؛ بل يصيبها الشمس والظل، عن السدي، وقيل: هي معتدلة ليست هي في شرق فيلحقها الحر، ولا في غرب فيلحقها البرد، عن ابن عباس بخلاف، وقيل: هي شامية؛ لأن الشام لا شرقي ولا غربي، عن ابن زيد، وقيل: معناه هو شرقي وغربي، كما يقال: لا مسافر ولا مقيم، إذا كان يأخذ حظه من