التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم 35}

صفحة 5202 - الجزء 7

  الأمرين، عن ثعلب، وقيل: ليست هذه الشجرة من شجر الدنيا، وإنما هي مَثَلٌ ضربه اللَّه، ولو كانت في الدنيا لكانت إما شرقية أو غربية، عن الحسن، وهذا لا يصح؛ لأنه بدل من قوله: «زَيْتُونَةٍ»، «يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ» من صفائه وضيائه، «وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ» أي: قبل أن تصيبه النار، واختلف العلماء في هذا المثل، والمشبه به على أقوال:

  أولها: أنه مَثَلٌ ضرب لنبيه محمد صلى اللَّه عليه وعلى آله، ثم اختلفوا، فقيل: المشكاة صدره، والزجاجة قلبه، والمصباح هو النبوة {لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ} لا يهودي ولا نصراني، {يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ} شجرة النبوة، وهو إبراهيم #، فكان نور محمد يتبين للناس ولو لم يتكلم به، كما يكاد ذلك الزيت يضيء ولو لم تمسه النار، عن كعب وجماعة من المفسرين.

  وقيل: المشكاة إبراهيم، والزجاجة إسماعيل، والمصباح محمد، سمي مصباحاً كما سمي سراجاً، {مِن شَجَرَةٍ} يعني إبراهيم {مُبَارَكَةٍ}؛ لأن أكثر الأنبياء من صلبه {لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ} يعني إبراهيم لم يكن يهودياً ولا نصرانياً؛ لأن اليهود تصلي إلى المغرب، والنصارى تصلي إلى المشرق يعني تكاد محاسن محمد تظهر قبل أن يوحى إليه، «نُورٌ عَلَى نُورٍ» يعني نبي من نسل نبي، عن محمد بن كعب.

  وقيل: المشكاة عبد المطلب، والزجاجة عبد اللَّه، والمصباح هو النبي ÷