قوله تعالى: {ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتحه أو صديقكم ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تعقلون 61}
  هذه البيوت، فنزلت الآية، عن ابن عباس، وروي عنه أنها نزلت في الحارث بن عمرو خرج مع رسول اللَّه ÷ غازياً، وخلف مالك بن زيد على أهله، فلما رجع وجده مجهوداً، فسأله عن حاله، فقال: تحرجت أن آكل طعامك بغير إذنك، فنزلت الآية.
  فأما قوله: {أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا}.
  قيل: نزلت في حي من كنانة، كانوا يتحرجون أن يأكل الرجل وحده، عن قتادة، والضحاك، وابن جريج.
  وقيل: نزلت في قوم كان الغني منهم يدخل على فقير من قرابته وصداقته فيدعوه إلى طعامه فيتحرج، فنزلت الآية رخصة، عن ابن عباس.
  وقيل: نزلت في قوم من الأنصار كانوا لا يأكلون إذا نزل بهم ضيف مع ضيفهم، فرخص لهم أن يأكلوا كيف شاؤوا مجتمعين أو أشتاتاً، عن عكرمة، وأبي صالح.
  وقيل: كان الواحد من العرب لا يحلب ناقته إلا أن يجد من يشربها، ولا يأكل في بيت أحد تكرماً، فنزلت الآية.
  وقيل: لما نزل قوله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّاللَّهَ وَرَسُولَهُ}[المجادلة: ٢٢] الآية. كرهوا مواكلة أقاربهم من المناققين والكافرين، فأزال الحرج، ونزلت الآية.