التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض إنه كان غفورا رحيما 6 وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا 7 أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا 8 انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا 9 تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا 10}

صفحة 5270 - الجزء 7

  وقرأ ابن عامر وابن كثير وأبو بكر عن عاصم: «وَيَجْعَلُ لَكَ قُصُورًا» برفع اللام، و الآخرون بجزمها على محل الجزاء في قوله: {إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ}.

  ويجوز فيه ثلاثة أوجه: الجزم بالعطف على الجواب، والرفع على الاستئناف، والنصب على الظرف.

  · اللغة: السر: إخفاء المعنى في النفس، أَسَرَّ إليه إسرارًا، أي: ألقى إليه ما يخفيه في قلبه، وسارَّهُ مُسَارّة، ومنه: السرور؛ لأنه يبلغ موضع السر، والسرير لأنه مجلس السرور.

  والقصر: المسكن العالي، وجمعه: قصور، وسمي قصرًا؛ لأنه قَصَرَ أي: حَبَسَ ومنع من الوصول إليه، ومنه: المقصورة، والعرب تسمي بيوت الوبر بيوتاً، وبيوت الطين قصوراً.

  · الإعراب: {لَوْلَا أُنْزِلَ} أي: هلا أنزل، فيكون نصب؛ لأنه جواب الاستفهام بالفاء، وهو قوله: {لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ} {كَنْزٌ} اسم ما لم يسم فاعله.

  · النزول: قيل: نزل قوله: {وَقَالَ الظَّالِمُونَ} في قصة بن أبي أمية، وقد ذكرناها في سورة (بني إسرائيل).