التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا 21 يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا 22 وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا 23 أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا 24 ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا 25 الملك يومئذ الحق للرحمن وكان يوما على الكافرين عسيرا 26}

صفحة 5288 - الجزء 7

  القول، والعتو أشد الكفر وأفحش الظلم، وقيل: هو التعدى إلى حد المحال «يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ» قيل: عند الموت، وقيل: يوم القيامة «لاَ بُشْرَى يَوْمَئِذٍ» أي: لا بشارة لهم بخير مع كثرة البشارة في ذلك الوقت واليوم «لِلْمُجْرِمِينَ» قيل: للكافرين، وقيل: لكل مجرم «وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا» قيل: تقول الملائكة لهم: البشرى حرام عليكم محرم، عن قتادة، والضحاك، وقيل: الكفار يقولون للملائكة كما كانوا يقولون في الدنيا إذا لقوا من يخافون منه القتل «حِجْرًا مَحْجُورًا» أي: حراماً محرماً دماؤنا، عن مجاهد، وابن جريج، وقيل: البشرى حرام عليكم أي: ممنوع، وقيل: الجنة حرام عليكم تحريم منع لا تحريم تعبد، عن أبي مسلم، وقيل: الملائكة تقول: حجرًا محجورًا عليكم أن تعودوا، فلا معاد لكم «وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ» قيل: قدمنا: عمدْنا، عن مجاهد. «إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ» تقديره: قصدنا قصد القادم على ما يكرهه، وقيل: الملائكة وقت المحاسبة إذا رأوا أعمالهم ردوها عليهم، فجعل قدوم الملائكة قدوماً له تفخيم لشأنهم «إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ» قيل: إلى ما عملوا لا يريدون به وجه اللَّه، وقيل: ما عملوا من أعمال البر، وقيل: ما عملوا من عبادة غير اللَّه وظنوها طاعة «فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً»