قوله تعالى: {ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا 51 فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا 52 وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا 53 وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا 54 ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم وكان الكافر على ربه ظهيرا 55 وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا 56 قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا 57 وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا 58 الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا 59 وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا 60}
  · المعنى: «وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا» إليهم أي: مُخَوفاً، وهو الرسول ينذرهم، وقسمنا بينهم النذر، كما قسمنا بينهم المطر والنعم، ولكن نفعل ما هو الأصلح، فبعثناك إليهم كافة «فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ» فيما يدعونك إليه من المداهنة والاقتزاحات «وَجَاهِدْهُمْ» في الدعاء إلى الحق «بِهِ» أي: بالقرآن، عن ابن عباس. «جِهَادًا كَبِيرًا». «وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ» قيل: أرسلهما، وقيل: خلطهما «هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ» شديد العذوبة، قيل: العذب والفرات بمعنى، وقيل: العذب والفرات: البارد، وقيل: العذب الأودية كالفرات ونحوه، والأجاج البحار، «وَهَذَا مِلْحٌ أجَاجٌ» شديد الملوحة، وقيل: أجاج حار «وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا» حجاباً يمنعهما من الاختلاط «وَحِجْرًا مَحْجُورًا» أي: منعاً وسترًا لا يفسد الملح العذب، ومحجورًا ممنوعاً، توكيد للحجر، «وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ» أي: النطفة، ومنها خلق بني آدم، وقيل: أراد الماء والطين الذي خلق منهما آدم «بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا» وقيل: النسب: ما لا يحل نكاحه، والصهر ما يحل نكاحه، عن علي #، وقيل: النسب سبعة، والصهر خمسة، وقرأ: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ}[النساء: ٢٣] إلى آخرها، عن الضحاك. وعن ابن سيرين: نزلت {نَسَبًا وَصِهْرًا} في النبي ÷ وعلى علي