قوله تعالى: {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما 67 والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما 68 يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا 69 إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما 70 ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا 71}
  والضحاك، «وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا» أي: يرجع إلى ولاية اللَّه رجوعاً حسناً.
  ومتى قيل: لِم كرر التوبة؟
  قلنا: الأول من تلك الخصال المذكورة، والثاني عام، وقيل: في الأول أنه يبدل السيئات بالحسنات، وفي الثاني قبول التوبة واستدعاء بألطف الوجوه.
  · الأحكام: تدل الآيات على أن الواجب القصد في الإنفاق، والنهي عن السرف، وهو الزيادة على ما جرت العادة، والتقتير التضييق عما لا بد منه، فأما الإنفاق في المعصية حرام لا من جهة أنه سرف، وكذلك منع الحق لا من حيث إنه إقتار.
  ويدل قوله: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ} أن المؤمن يجتنب هذه القبائح.
  وتدل على أن العذاب عذاب القتل والزنا دائم؛ لأن اقتران الكفر بالشيء لا يعني ما يستحق عليه، ولأن التضعيف إنما يجب لأهل هذه الكبائر.
  وتدل على أن الزنا يقبح مع الكفر خلاف قول بعضهم: إن الكافر لا يخاطب بالشرائع.
  وتدل أن الكافر يؤخذ بسائر المعاصي كما يؤخذ بكفره.
  وتدل على أن التوبة من القتل تصح، وقد روي عن ابن عباس وزيد بن ثابت