التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما 72 والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا 73 والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما 74 أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما 75 خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما 76 قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما 77}

صفحة 5335 - الجزء 7

  كفركم «فَقَدْ كَذَّبْتُمْ» أيها الكافرون، قيل: خطاب لأهل مكة، وقيل: عام «فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا» قيل: تكذيبكم يكون لزاماً، قيل: موتاً، عن ابن عباس، وقيل: قتلاً يوم بدر، عن مجاهد، وقيل: قتالاً، عن ابن زيد، وقيل: هلاكاً، عن أبي عبيدة، وقيل: عذاباً دائماً في الآخرة لازماً لهم بما فعلوا، عن ابن جرير، وأبي علي، وأبي مسلم، وأكثر أهل العلم، وقيل: قتلاً وأسرًا يوم بدر، قتل سبعون، وأسر سبعون، عن ابن مسعود، وأبي بن كعب، ومقاتل، وقيل: فصلاً أي يفصل بينكم.

  · الأحكام: تدل الآيات على وجوب مجانبة مجالس اللغو، وهو كل ما يقبح، وعلى الاختلاط بهم.

  ويدل قوله: {إِذَا ذُكِّرُوا} على وجوب التدبر في الآيات.

  وتدل على أن الولد الصالح نعمة ومرغوب فيه، ويجوز الدعاء به.

  وتدل على حسن طلب الرئاسة في الدين، وذلك يتم بالعمل والعلم.

  ويدل قوله: {مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي} أن الغرض بخلقهم دعاؤهم، يعني أنه إنما خلقهم ليكلفهم لنفعهم؛ إذ لا تجوز عليه المنافع والمضار.