وهذا كما قال سبحانه: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ}⁣[التوبة: ٣١].

  وتدل على أن الاعتراف بالنبوة إنما يلزم بعد المعجز لذلك قال: {أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ}.

قوله تعالى: {قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ٣١ فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ ٣٢ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ ٣٣ قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ٣٤ يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ ٣٥ قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ٣٦ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ ٣٧ فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ٣٨ وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ ٣٩ لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ ٤٠ فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ ٤١ قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ٤٢}

  · القراءة: قرأ عاصم وحمزة: «أَرْجِهْ» بغير همز وجزم الهاء، وقرأ ابن عامر وأبو عمرو بالهمز وضم الهاء من غير إشباع، وقرأ ابن كثير بإشباع الهاء، وقرأ أبو جعفر ونافع والكسائي يشبعان كسرة الهاء، وأبو جعفر لا يشبعها.

  «أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا» قرأ أبو جعفر وابن كثير وحفص عن عاصم بكسر الألف على لفظ الخبر، وقرأ أبو عمرو مهموزة ممدودة، وقرأ يعقوب بهمزة غير ممدودة، وقرأ ابن عامر وأبو بكر عن عاصم وحمزة والكسائي بهمزتين.

  · اللغة: الثعبان: الحية العظيمة، وأصله من السعة، ومنه المَثْعَبُ المجرى الواسع، وانثعب الماء انثعاباً إذا جرى باتساع، وسمي ثعباناً؛ لأنه يجري باتساع لعظمه.

  والنزع: إخراج الشيء عما كان متصلاً به، نزع يَنْزعُ نزعاً.