قوله تعالى: {أفبعذابنا يستعجلون 204 أفرأيت إن متعناهم سنين 205 ثم جاءهم ما كانوا يوعدون 206 ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون 207 وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون 208 ذكرى وما كنا ظالمين 209 وما تنزلت به الشياطين 210 وما ينبغي لهم وما يستطيعون 211 إنهم عن السمع لمعزولون 212}
  · الأحكام: تدل الآية على حدوث القرآن حيث وصفه بأنه نزله، وأن جبريل أنزله، وأنه بلغة العرب.
  وتدل أن الغرض التخويف ليؤمنوا به؛ لذلك قال: {لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ} بخلاف قول الْمُجْبِرَةِ أن الغرض به أن يَكْفُرَ به قوم.
  وتدل على أن القرآن عربي، فيبطل قول من يقول: إن فيه لغات غير العربية.
  ويدل قوله: «سَلَكْنَاهُ» أن الحجة به تلزم الجميع.
  وتدل على أنه أنزله على العرب بلسانهم دون العجم لطفاً لهم؛ ليكونوا أقرب إلى القبول.
  وتدل على أن أفعال العباد حادثة من جهتهم؛ إذْ لو كانت خلقاً له لما توقف على كون القرآن عربياً أو أعجمياً؛ بل كان يتوقف الأمر على إحداثه دون الكتاب ودون الرسول ودون الآلات والقدر، واستدل بعض أصحاب أبي حنيفة بقوله: {وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ} أن القرآن قرآن وإن كان بغير لغة العرب، وهذا لا يصح؛ لأن معناه ما ذكر فيه على ما بينا؛ لأن - القرآن ما كان بلفظه ومعناه.
قوله تعالى: {أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ ٢٠٤ أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ ٢٠٥ ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ ٢٠٦ مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ ٢٠٧ وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ ٢٠٨ ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ ٢٠٩ وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ ٢١٠ وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ ٢١١ إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ ٢١٢}
  · القراءة: قراءة العامة: «الشَّيَاطِينُ» بالياء كالبساتين في جميع القرآن، وعن الحسن: (وما تنزلت به الشَّيَاطُونُ) بالواو، ظناً منه أنه مثل المسلمين]، فقيل ذلك للنضر بن شميل