قوله تعالى: {ولقد آتينا داوود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين 15 وورث سليمان داوود وقال ياأيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبين 16 وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون 17 حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة ياأيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون 18 فتبسم ضاحكا من قولها وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين 19}
  يعني معاني منطق الطير، قيل: كان في أصواتها حروف يفهم بها، وإن كنا لا نفهم، وقيل: كان يعرف المراد لمعاني نغماتها، وقيل: هو داود، وقيل: سليمان، وقيل: إنه فيهما جميعًا «وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيءٍ» علمًا في كل ما يصلح أن يكون معلومًا، وقيل: من الملك والنبوة والكتاب والتسخير وجميع الخيرات «إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ» البين الظاهر من اللَّه تعالى علينا «وَحُشرَ» أي: جُمِعَ «لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ» أي: يحبس أولهم على آخرهم ليتلاحقوا، عن ابن عباس؛ لأنه جعل على كل صنف منهم رئيسًا، وقيل: «يوزعون» يدفعون، عن ابن عباس. وقيل: يساقون، عن ابن زيد، ومقاتل. وقيل: يتقدمون، عن الحسن. وقيل: يرتقون، عن السدي. وقيل: «يُوَزُعُونَ»: يمنعون إن نزلوا عن مراتبهم، وقيل: يساسون؛ لأن من يقوم بأمر الجيش يسوسهم. وعن محمد بن كعب: كان معسكر سليمان مائة فرسخ، خمسة وعشرون للإنس، وخمسة وعشرون للجن، وخمسة وعشرون للوحش، وخمسة وعشرون للطير. وعن مقاتل: نسجت له الشياطين بساطًا فرسخًا في فرسخ ذهبًا في إبريسم، وقيل: كان يقعد على البساط على كرسي وحوله العلماء والناس حولهم، وتظله الطير بأجنحتها ثم ترفع الريح البساط، فيسير مسيرة شهر «حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ» قال: فسار سليمان حتى أتى وادي النمل، قيل: واد بالطائف، وقيل: وادي النمل بأرض الشام، عن مقاتل، وقتادة. وقيل: بين بيت المقدس وإصْطَخْرَ «قَالَتْ نَمْلَةٌ» قيل: كانت [عرجاء تتكاوس] مثل الذئب في العظم، وقيل: كانت ذات جناحين، عن الشعبي. وقيل: سمع سليمان كلامها من ثلاثة أميال، عن مقاتل. وقيل: كانت سيدة النمل «يَاأَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ» إي: لئلا يكسرنكم «وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ» لا يعلمون بكم وحَطْمَهُمْ إياكم، وقيل: القوم لَا يَشْعُرُونَ بما نقول «فَتَبَسَّمَ» سليمان «ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ