التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وتفقد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين 20 لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين 21 فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبإ بنبإ يقين 22 إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم 23 وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون 24 ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون 25 الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم 26}

صفحة 5419 - الجزء 8

  ألاَ يا اسْلَمِي يا هِنْدُ هِنْدَ بني بدر

  فعلى هذا (اسجدوا) جزم؛ لأنه أمر، وإذا وقف عليه قال: (ألا يا) ثم يبتدئ: اسجدوا. وقرأ الباقون: «أَلَّا يَسْجُدُوا» بتشديد (ألَّا)، وقيل في تقديره: لئلا يسجدوا، ف (أن) في موضع نصب، و «يسجدوا» نصب ب (أن)، والوقف على هذه القراءة «ألا» ثم يبتدئ: «يسجدوا»، واختار أبو عبيد التشديد وقال: للتخفيف وجه حسن إلا أن فيه انقطاع الخبر عن أمر سبأ، وفي هذا يتبع بعضه بعضًا.

  وحكى الفراء عن الكسائي عن عيسى الهمذاني قال: ما كنت أسمع المشيخة يقرؤونها بالتخفيف على نية الأمر.

  وعن عبد اللَّه: (هلا يسجدوا) بالهاء، وفي قراءة أُبيّ: «ألا يسجدون» فهاتان القراءتان حجة لمن خفف.

  قرأ الكسائي وحفص عن عاصم: «تُخْفُون» و «تُعْلِنُون» بالتاء على الخطاب، الباقون بالياء على الكناية.

  · اللغة: فقدت الشيء فقدًا، وتفقدته: طلبتة عند غيبتة، والفاقد: المرأة، تفقد ولدها وبعلها.

  والذبح: قطع الحلقوم وفَرْيُ الأوداج بما يعقبه خروج الدم.

  والقتل: نقض البنية الحيوانية يعقبها زهوق الروح، وأما الموت فقيل: عرض