قوله تعالى: {وتفقد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين 20 لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين 21 فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبإ بنبإ يقين 22 إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم 23 وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون 24 ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون 25 الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم 26}
  يضاد الحياة يخلقه اللَّه تعالى لا يقدر عليه غيره، وقيل: بل هو عدم الحياة، والأول الوجه لقوله: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ}[الملك: ١].
  والمُكْث واللَّبْثُ نظيران: وهو الاستمرار على حال، والمكث عرض من جنس الاكوان.
  والخَبْءُ: كل شيٍ ء غائب، وهو هاهنا بمعنى المخبوء، وقع المصدر موقع الصفة، خَبَأْتُهُ أَخْبَؤُهُ خَبْأ، والمُخْبَأَة: الجارية التي تُخْبَأ مرة، وتظهر أخرى.
  · الإعراب: «أَمْ كَانَ» استفهام، واختلفوا فقيل: الميم صلة، وتقديره: أكان، وقيل: (أم) بمعنى (بل).
  واللام في «لَأُعَذِّبَنَّهُ» لام القسم، تقديره: واللَّه لأعذبنه.
  و «سبأ» يجوز فيه الصرف وترك الصرف على ما بَيّنا.
  · المعنى: ثم ذكر تعالى معنى لسليمان في الهدهد، فقال سبحانه: «وَتَفقَّدَ الطَّيرَ» أي: طلبها وبحث عنها «فَقَالَ مَا لِي لاَ أَرَى الْهُدْهُدَ» اختلفوا في سبب تفقد الهدهد، فقيل: احتاج إليه في سفره؛ ليدل على الماء، عن ابن عباس. وقيل: كان تفقده لإخلاله برتبته، عن وهب. وقيل: تفقد جنوده هل غاب أحد أم لا؟ فلما لم يجد الهدهد طلبه. وقيل: كانت الطيور تظله، فأخلى الهدهد مكانه، فطلعت عليه الشمس. وقيل: الهدهد يرى الماء في الأرض كما نراه في الزجاج. «أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ» أغائب هو، وقيل: لأنه كان من الغائبين، عن أبي علي. وقيل في قوله: «مَا لِي» هو