التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون 76 وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين 77 إن ربك يقضي بينهم بحكمه وهو العزيز العليم 78 فتوكل على الله إنك على الحق المبين 79 إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين 80 وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون 81}

صفحة 5454 - الجزء 8

قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ٧٦ وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ٧٧ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ٧٨ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ ٧٩ إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ٨٠ وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ ٨١}

  · القراءة: قرأ ابن كثير: «لَا يَسْمَعُ» بالياء وفتحها، «الصُّمُّ» بالرفع، وفي (الروم) مثله على أن الفعل يضاف [إلى الصم]، الباقون «بِهَادِي» بالياء وفتح الهاء والألف، و «العُمْيِ» بالكسر على الاسم في السورتين، وكلهم يتفقون هاهنا على الياء، وفي (الروم) بحذفها، واتبعوا الخط، وعن يعقوب أنه وقف عليها بإثبات الياء، ولا ينظر إلى الخط لجريه على الأصل، وروي ذلك عن الكسائي، ويروى عن حمزة الوجهان، فال الكسائي: من قرأ بالياء وقف عليهما بالياء في الموضعين، وروي عنه مثل قول سائر القراء.

  · اللغة: القصص: كلام يتلو بعضه بعضًا فيما يبيّن عن المعنى، ولأيّ غرض.

  والهادي: القائد إلى الحق بدعائه، هَدَى هداية فهو هادٍ.

  والضلال: الذهاب عن طريق الصواب، وأصله الهلاك.

  · النزول: قيل: إن أهل مكة دعوا رسول الله ÷ إلى دين آبائه، فأنزل الله تعالى هذه الآية، وأمره بالإقامة على ما هو عليه.