التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله وكل أتوه داخرين 87 وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون 88 من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون 89 ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعملون 90 إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وأمرت أن أكون من المسلمين 91 وأن أتلو القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين 92 وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون 93}

صفحة 5460 - الجزء 8

  · الأحكام: تدل الآيات على خروج الدابة عند ظهور أشراط الساعة تكلم الناس.

  وتدل على أنه تعالى يوبخهم يوم القيامة، وفيه تحذير عن المخالفة.

  وتدل على أن الجاهل لا ينبغي أن يتكلم فيما يجهل.

  ويدل قوله: {أَمَّاذَا كُنْتُمْ} على أنهم ضيعوا أيامهم، وأفنوا أعمارهم في شيء لم ينتفعوا به.

  ويدل قوله: {بِمَا ظَلَمُوا} على شيئين:

  أحدهما: أن الظلم من جهتهم.

  وثانيهما: أن العذاب جزاء على الظلم.

  ويدل قوله: {فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ} يعني: بِحُجَّةٍ على مذهب العدل؛ إذ لوْ كان الأمر على ما يقوله أهل الجبر لكان لهم أعظم الحجة بأن يقولوا: خَلَقْتَ فينا الكفر، ومنعتنا الإيمان، ومنعتنا قدرته.

  ويدل قوله: {أَمَّاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} أن أعمالهم حادثة من جهتهم؛ إذ لو خلقه لما صح أن يقول لغيره: لِمَ فعلت؟

قوله تعالى: {وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ ٨٧ وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ ٨٨ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ ٨٩ وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ٩٠ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ٩١ وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ ٩٢ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ٩٣}