قوله تعالى: {ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله وكل أتوه داخرين 87 وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون 88 من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون 89 ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعملون 90 إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وأمرت أن أكون من المسلمين 91 وأن أتلو القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين 92 وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون 93}
  · القراءة: قرأ حمزة وحفص عن عاصم: {وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ} مقصورة الألف غير ممدودة، والتاء مفتوحة على فعلوه، بمعنى جاؤوه كناية عن فعل ماض، عن جماعة، وهو قراءة ابن مسعود، وقرأ الباقون: «آتُوهُ» بمد الألف وضم التاء، وهو قراءة علي بن أبي طالب كناية عن الفاعلين، يقال: زيدات وزيدون آتون.
  وقرأ ابن كثير وعاصم ويعقوب: «خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ» بالياء على الكناية، واختاره أبو عبيد لقوله: «أتوه» وهو خبر عنهم، وقرأ الباقون بالتاء على الخطاب.
  قرأ عاصم وحمزة والكسائي: «فَزَعٍ» منونة، «يَوْمَئذٍ» بفتح الميم، وهي قراءة ابن مسعود، وقرأ أبو جعفر ونافع: «فَزَعِ» غير منونة على الإضافة «يَوْمَئذٍ» بفتح الميم، وقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو ويعقوب: «فَزَعِ» بغير تنوين على الإضافة «يَوْمِئذٍ» بكسر الميم، واختار أبو عبيد الإضافة؛ لأن أكثر الأئمة عليه، ولأنه يعم جميع الفزع، وبالتنوين يصير كأنه من فزع دون فزع، واختار الفراء أيضًا الإضافة.
  · القراءة الظاهرة: {صُنْعَ اللَّهِ} بضم الصاد، وقرئ بفتحها، فالفتح على المصدر، والضم على الابتداء، أي: لا يقدر على صنعه أحد.
  والقراءة الظاهرة: {الَّذِي حَرَّمَهَا} يعني الله، وعن ابن عباس: (التي) إشارة إلى البلدة.
  وقرأ أبو جعفر ونافع وابن عامر وحفص عن عاصم ويعقوب: {وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} بالتاء على الخطاب، الباقون بالياء.
  · اللغة: الصُّور: جمعه صورة، قال أبو مسلم: هذا بعيد، لأن جمع صورة صُوَرٌ بفتح الواو كسورة وسُوَرٍ، وقيل: هو يشبه بوق ينفخ فيه إسرافيل.
  والداخر: الصاغر الذليل، دَخَرَ الرجل فهو داخر: إذا ذل، وأدخره غيره.