قوله تعالى: {ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله وكل أتوه داخرين 87 وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون 88 من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون 89 ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعملون 90 إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وأمرت أن أكون من المسلمين 91 وأن أتلو القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين 92 وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون 93}
  وتدل على أن الجبال تقلع، وذلك من أشراط الساعة.
  ويدل قوله: {أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} أن ما كان فاسدًا وقبيحًا فليس من صنعه.
  ويدل قوله: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ} أن الثواب والعقاب جزاء على الأعمال.
  ويدل قوله: {وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ} أن المؤمن لا يفزع.
  ويدل قوله: {وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ} أن صاحب الكبيرة يدخل النار، فيبطل قول المرجئة.
  وتدل على اختصاص مكة بكونها حرمًا، وبوجوب تعظيمها.
  وتدل على أن الواجب على الرسول الإنذار.
  وتدل على بطلان مذهب الْمُجْبِرَة من وجوه:
  منها: قوله: {أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} والكفر ليس بمتقن. وقوله: {تَفْعَلُونَ} وقوله:
  {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ}، {وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ}، وقوله: {هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}، وقوله: {فَمَنِ اهْتَدَى}، {وَمَنْ ضَلَّ}، {وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}، وكل ذلك يبطل قولهم في المخلوق.