التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ثم هو يوم القيامة من المحضرين 61 ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون 62 قال الذين حق عليهم القول ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون 63 وقيل ادعوا شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ورأوا العذاب لو أنهم كانوا يهتدون 64 ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين 65 فعميت عليهم الأنباء يومئذ فهم لا يتساءلون 66}

صفحة 5518 - الجزء 8

قوله تعالى: {أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ٦١ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ٦٢ قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ ٦٣ وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ ٦٤ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ ٦٥ فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَاءَلُونَ ٦٦}

  · اللغة: المتاع: كل ما يقع الانتفاع به، والمتعة والمنفعة من النظائر، وقيل: بينهما فرق؛ لأن كل متعة منفعة، وليس كل منفعة متعة؛ لأن المتعة منفعة فوجب الالتذاذ في الحال، والمنفعة ما ينتفع بها، وقد تكون بألم يؤدي عاقبته إلى نفع، ومنه: {اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ}⁣[الأنعام: ١٢٨] أي: انتفع.

  والإحضار: جعل الشيء بحيث يُشاهَدُ، أحضره إحضارًا، وأحضره حضورًا.

  والزَّعْمُ: القول على ظَنٍّ أو علم، وقيل: الزعم القول على غير صحة، والتَّزَعُّمُ: التَّكَذُّبُ.

  والعمى: آفة تنافي صحة البصر، عَمِيَ يَعْمَى، وأعماه إعماء، وليس العمى بمعنى ولا الإدراك بمعنى، فالإدراك صفة للحي يقتضيها كونه حيًا بشرط وجود المدرك وانتفاء الموانع والآفات، والعمى فساد في آلة الرؤية.

  · الإعراب: نصب (يَومًا) على الإغراء؛ أي: احذروا يوم يناديهم.