التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد 176}

صفحة 721 - الجزء 1

  وتدل على أنهم عرفوا وعاندوا؛ لأنه ظاهر الاستدلال، وقوله: «فَمَا أَصْبَرَهُمْ» يقتضى ذلك.

قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ١٧٦}

  · اللغة: الاختلاف: الذهاب على جهة التفرق، يقال: اختلفا في المكان وفي المذهب.

  قال أبو مسلم: «اختلف» من باب «افتعل» الذي يكون مكان «فَعَلَ» كقولهم: كسب واكتسب، وكتب واكتتب، ومعناه خَلَفُوا فيه، أي توارثوه وصاروا خَلَفًا فيه.

  والشقاق: المباعدة.

  · الإعراب: يقال: «ذلك» إشارة إلى ماذا؟

  قلنا: فيه ثلاثة أقوال:

  الأول: الحكم بالنار والعذاب لهم، عن الحسن والأصم.

  الثاني: ذلك العذاب.

  الثالث: الضلال.

  ويقال: أين خبر (ذلك)؟ وما هو؟ وكم وجهًا يحتمل؟

  قلنا: في تقدير الخبر ثلاثة أقوال:

  الأول: قول الزجاج: ذلك الأمر، فحذف لدلالة ما تقدم عليه من الأمر الحق تقديره: ذلك الحق.