التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء إنهم لكاذبون 12 وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون 13 ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فأخذهم الطوفان وهم ظالمون 14 فأنجيناه وأصحاب السفينة وجعلناها آية للعالمين 15}

صفحة 5549 - الجزء 8

  · الأحكام: تدل أول الآيات على وجوب بر الوالدين والإحسان إليهما فيما لا يؤدي إلى معصية، فإن أكرهاه بمعصية فلا طاعة لهما.

  ويدل قوله: {مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} على تحريم التقليد.

  ويدل قوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ} أن التلون في الدين مذموم، فإنه يدل على أن اعتقاده غير ثابت.

  وتدل على ذم الرّياء والنفاق، وأن الواجب الاستمرار في الدين، واعتقاد الحق.

  وتدل على أن أفعال العباد حادثة من جهتهم من وجوه كثيرة ظاهرة لمن تأملها، فيبطل قول مخالفينا في المخلوق.

قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ١٢ وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ١٣ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ ١٤ فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ ١٥}

  · اللغة: الثّقَلُ: الأمتعة، وجمعه: أثقال، وأصله من الثِّقْلِ، سمي بذلك لثقله، يقال: ارتحل القوم بثَقَلِهِمْ وثَقْلَتِهِمْ أي: بأمتعتهم كلها، ومنه: {وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ}⁣[النحل: ٦] ومنه الحديث: «إني تارك فيكم الثَّقَلَيْنِ: كتاب الله، وعِتْرَتيِ أهل بيتي،