قوله تعالى: {يعذب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه تقلبون 21 وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير 22 والذين كفروا بآيات الله ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي وأولئك لهم عذاب أليم 23 فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه فأنجاه الله من النار إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون 24 وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين 25}
  · الإعراب: في قوله: {وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ} قولان:
  قيل: تقديره: ما أنتم بمعجزين، ولا مَنْ في السماء بمعجز، وهو من غامض العربية للضمير الذي في الثاني، ونظيره قول حسان:
  فَمَنْ يَهْجُو رَسُولَ اللَّهِ مِنْكُمْ ... وَيَمْدَحُهُ وَيَنْصُرُهُ سَوَاءُ
  أي: ومن يمدحه، فأضمر (مَن)، عن الفراء، وابن زيد.
  وقيل: لا يعجزوننا هربا في الأرض ولا في السماء.
  {إِلَّا أَنْ قَالُوا} رفع؛ لأنه اسم (كان)، تقديره: فما كان جوابَ قومه إلا قولهم.
  · المعنى: ثم ذكر الوعد والوعيد وبقية قصة إبراهيم، فقال سبحانه: «يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ» أي: يملك ذلك، والمراد به: المالك للثواب والعقاب، وإن كان لا يشاء إلا الحكمة والعدل، وما يَحْسُنُ من إثابة المستحق، وقيل: يعجل العذاب لمن يشاء من الكفار ويكفه عمن يشاء «وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ» أي: تردون إلى حكمه «وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ» قيل: لا تعجزوننا وإن هربتم في الأرض والسماء؛ لأنه عالم بمكانه قادر على أخذه، وقيل: لا يعجزنا أهل الأرض ولا أهل السماء «وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ» أي: ليس سوى الله أحد يتولى نصرهم ونجاتهم من العذاب «وَلَا نَصِيرٍ» ينصرهم «وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ» قيل: بالقرآن، وقيل: بسائر الحجج «وَلِقَائِهِ» قيل: لقاء جزائه ويوم البعث «أُوْلَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي» لما علموا يقينًا أنه لا يرحمهم لم يطيعوا الله «وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ» موجع، قيل: من قوله: {قُلْ سِيرُوا} إلى هاهنا اعتراض من كلام الله تعالى بين الحكاية عن إبراهيم [والإخبار] قال لقومه على نسق واحد «فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ