التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون 177}

صفحة 723 - الجزء 1

  ويقال: هل في الآية حذف (فكفروا به)؟

  قلنا: فيه قولان: من ذهب إلى أن المعنى: (ذلك العذاب بأن اللَّه نزل الكتاب بالحق فكفروا به) جعله محذوفًا، ومن قال: المعنى ذلك الحق، بدلالة أن اللَّه نزل الكتاب بالحق، لم يجعله على الحذف.

  · الأحكام: الآية تدل على أن الوعيد إنما يلزم لمخالفة الحق؛ لأن من خالف الكتاب يستحق العذاب العظيم، وفيه ترغيب لمتابعة الكتاب، وإيثار الحق والقيام به، والتحذير من كتمانه.

  ومتى قيل: أليس عندكم المختلفون مصيبين؟

  قلنا: ذلك في مسائل الاجتهاد، دون الأصول.

قوله تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ١٧٧}

  · القراءة: قرأ حمزة وحفص عن عاصم «لَيسَ الْبِرَّ» بنصب الراء، وقرأ الباقون بالرفع،