قوله تعالى: {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون 177}
  يجيء في الصفات والعيوب، يقال: أحمر وحمراء، وأعور وعوراء، فأما الأسماء التي ليست بصفات، فلا يجيء فيها ذلك.
  · الإعراب: في رفع «الموفون» قولان:
  أحدهما: أنه عطف على محل (مَنْ آمن) تقديره: لكن البر المؤمنون والموفون، عن الفراء والأخفش.
  الثاني: رفع على المدح.
  وفي نصب «الصابرين» أقوال:
  أولها: أنه نصب على المدح، عن الخليل والفراء، والعرب تنصب على المدح وعلى الذم، كأنهم يريدون إفراد الممدوح والمذموم، فأما النصب ففي التنزيل: {وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاة} قال الشاعر:
  إلى المَلِكِ القَرْم وابن الهمام ... وليثِ الكتيبة في المُزْدَحَمْ
  وذا الرأي حين تَعُمُّ الأمور ... بذات الصَّلِيلِ وذات اللُّجُمْ
  وأما الذم فقوله تعالى: {مَلعُوِنينَ}.
  الثاني: أنه عطف على «ذَوي القُرْبى» تقديره: آتى المال ذوي القُرْبَى والصابرين، عن الكسائي، وعلى هذا الوجه لا يجوز رفع «المُوفُونَ» إلا على المدح؛ لأنه لا يجوز بعد العطف على الموصول العطف على ما في الصلة.