قوله تعالى: {الم 1 غلبت الروم 2 في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون 3 في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون 4 بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم 5 وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون 6 يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون 7}
  والوعد والوعيد من جنس الأخبار، إلا أن الغالب في الوعد أن يقع في النفع والوعيد في الضرر.
  والفرح والسرور نظيران، ونقيضه: الغم، وليس بجنس، وإنما هو من جنس الاعتقاد.
  والخُلْفُ والخلاف بمعنى واحد، فعل خلاف ما تقدم به الوعد.
  والظاهر: ما يصح إدراكه من غير كشف، والقديم ظاهر بالجملة باطن عن الحواس، والأمور كلها ظاهرة له؛ لأنه يعلمها.
  والغفلة: ذهاب الشيء عن النفس كحال النائم، ونظيره: السهو، ونقيضه:
  الذكر.
  · الإعراب: (قَبْلُ) و (بَعْدُ) مبنيان على الضم، ومعناهما الغاية.
  ومتى قيل: لِمَ بُنِيَ {مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} ولم بُنِيَ على الحركة؟ ولم يُبْنَ على الضمة؟
  قلنا: أما الأول: لأنه للغاية، فكأنه قطع من الإضافة إلى ما هو غايته فصار كبعض الاسم في استحقاق البناء. وبُنِيَ على الحركة؛ لأن لها أصلاً في التمكن يستعمل، وبني على الضمة؛ لأنها حركة لا تكون لها في حال الإعراب، فهي إذًا على البناء.
  «وَعْدَ» نصب على المصدر، أي: وَعَدَ الله وَعْدَهُ، قال الشاعر:
  يَسْعَى الوشَاةُ حَواليها وقِيلِهم ... إنَّك يا ابْن أبي سَلْمَى لَمَقْتُولُ
  أي: ويقولون قيلهم.