قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم 178}
  والقصاص والمقاصة والمعاوضة نظائر، يقال: قص أثره؛ يعني تلاه شيئًا بعد شيء، ومنه القصاص؛ لأنه يتلو أهل الجناية ويتتبعه، وقيل: هو أن يفعل بالثاني مثل ما فعله بالأول مع مراعاة المماثلة، ومنه: قاصصته أي فعلت به مثل ما فعل، وهما متقاربان، ومن ذلك أُخِذَ القصص كأنه يتبع آثارهم، ولذكر أخبارهم شيئًا بعد شيء.
  والحر: نقيض العبد، والحر من كل شيء: أكرمه، مشبه بالحُرِّ. والعبد: المملوك من جنس الإنسان.
  والعفو: التَّرك، عفت الديار والمنازل: أي تركت حتى اندرست، والعفو عن المعصية: ترك العقوبة عليها، وقيل: أصل العفو هو الإعطاء، وأصله من الفضل، ومنه: {وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ}.
  والأداء: مصدر أدى يؤدي أداءً وتأدية.
  والتخفيف: خلاف التثقيل، وأصله الخفة، والثقل حقيقة في الأجسام ثم يستعمل في غيرها توسعًا، وقيل: إنهما يرجعان إلى الأجزاء، عن أبي علي، وقيل:
  إلى الاعتماد، عن أبي هاشم.
  · الإعراب: «فاتباع» رفع لأنه خبر ابتداء محذوف، وتقديره: فحكمه اتباع أو فعليه اتباع بالمعروف.
  · النزول: روي عن ابن عباس أن حيين من العرب اقتتلوا قبل الإسلام، فكان بينهم قتل وجراحات، ولأحدهما طَوْلٌ على الآخر في الكُثْرِ والشرف، فكانوا ينكحون