قوله تعالى: {ياأيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليما حكيما 1 واتبع ما يوحى إليك من ربك إن الله كان بما تعملون خبيرا 2 وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا 3 ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل 4 ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما 5}
  محمد، فلما كان يوم بدر وانهزم المشركون، وفيهم أبو معمر قال: ما بال الناس بين مقتول ومهزوم؟ فقيل: ما بال نعلك في يدك؟ فقال: ظننت أنها في رجلي، فَعُرِفَ أنه ليس له قلبان.
  وقيل: كان رجل من قريش يدعى ذا القلبين من دهائه، عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة.
  وقيل: كان المنافقون يقولون: لمحمد قلبان، فأكذبهم الله تعالى، عن ابن عباس.
  وقيل: كان يقول: لي نفس تأمرني، ونفس تنهاني، فأنزل الله تعالى فيه هذه الآية.
  فأما قوله: {اللَّائِي} نزلت في قصة أوس بن الصامت وامرأته خولة بنت ثعلبة لما ظاهر منها، وسنذكر ذلك في سورة (المجادلة).
  فأما قوله: {وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ}: قيل: نزل في زيد بن حارثة، وكان عبدًا للنبي ÷، فأعتقه فتبناه قبل الوحي، وآخى بينه وبين حمزة في الإسلام، فلما تزوج النبي ÷ بزينب بنت جحش، وكانت قبل ذلك عند زيد قالت اليهود والمنافقون: تزوج محمد بامرأة ابنه وهو ينهى عنه، فأنزل الله تعالى هذه الآية فيه، عن مجاهد، وقتادة، وابن زيد.
  وقيل: يقولون: للكاهن ذو قلبين، ويحرمون النساء بالظهار، ويسمون الأدعياء أبناء، ففي ذلك نزلت هذه الآيات.
  · النظم: ومتى قيل: كيف يتصل بعض هذه الآيات ببعض؟
  قلنا: أمر الله نبيه والمؤمنين بتقوى الله باتباع أوامره وشرائعه، وألا يطيعوا الكافرين والمنافقين فيما يلتمسونه منه، ويدينون به، وألا يهمه كثرتهم، ويتوكل على