التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ياأيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا 28 وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما 29 يانساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا 30}

صفحة 5726 - الجزء 8

  وقرأ ابن كثير «مُبَيَّنَةٍ»، وقرأ نافع وأبو عمرو بكسرها، وقرأ ابن كثير وابن عامر: «نُضَعِّفْ» بالنون وكسر العين مشددًا من غير ألف، «العذابَ» بالنصب، وقرأ أبو جعفر وابن عامر ويعقوب: «يُضَعَّفْ» بالياء وتشديد العين وفتحها، «العذابُ» بالرفع، قال أبو عمرو: وإنما قرأت هذه وحدها بالتشديد لقوله {ضِعْفَيْنِ}، وقرأ نافع وعاصم وحمزة والكسائي: «يُضَاعَفْ» بالألف ورفع الياء من العذاب، وهما لغتان، ضَاعَفْتُ وضَعَّفْتُ، نحو: بَاعَدْتُ وبَعَّدْتُ، قال أبو عمرو وأبو عبيد: ضَعَّفْتُهُ: جعلته مثله، وضاعفته: جعلته أمثالاً.

  · اللغة: الضِّعْفُ: مثل الشيء، وضاعفته: زدت عليه مثله، ومنه: الضَّعْفُ: نقصان القوة لذهاب أحد ضعفها.

  والمتاع: كل ما ينتفع به الإنسان، يقال: أمتعني الله بك، أي: نفعني، ومتاع الحياة الدنيا ومنافعها.

  · النزول: قيل: كان أزواج النبي ÷ سألنه شيئًا من عرضن الدنيا، وآذينه بزيادة النفقة، فهجرهن شهرًا، فأنزل الله تعالى هذه الآيات، وكان تحته تسع نسوة، خمس قرشيات: عائشة بنت أبي بكر، وحفصة بنت عمر، وأم حبيبة اسمها رملة بنت أبي سفيان، وسودة بنت زمعة، وأم سلمة بنت أبي أمية. وأربع من سائر القبائل: صفية بنت حيي خيبرية، وميمونة بنت الحارث من بني المصطلق، وزينب بنت جحش. من بني غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة وجويرية بنت الحارث من بني المصطلق، فلما نزلت آية التخيير بدأ بعائشة، وقرأ عليها القرآن، فاختارت الله ورسوله، قال الحسن وقتادة: لما اخترن الله ورسوله شكرهن الله على ذلك، وقال: {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ}.