قوله تعالى: {ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد 6 وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد 7 أفترى على الله كذبا أم به جنة بل الذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضلال البعيد 8 أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء إن في ذلك لآية لكل عبد منيب 9}
  · الأحكام: تدل الآية الأولى على تعليم الحمد لله بما هو أهله، وأنه المستحق لذلك لنعمه ويدل قوله: {يَعْلَمُ} أنه عالم لذاته يعلم كل معلوم؛ إذ لو كان عالمًا بِعلم لكانت معلوماته متناهية.
  ويدل قوله: {قُلْ بَلَى وَرَبِّي} على تأكيد أمر القيامة.
  ومتى قيل: أيكفي في جوابهم القَسَمُ؟
  قلنا: إذا أبان الحجة فأعرضوا استحقوا الوعيد، فهذا قسم يتضمن الوعيد.
  ويدل قوله: {لِيَجْزِيَ} أن الثواب والعقاب جزاء على الأعمال.
  وتدل أن الأعمال فعلُ العبد، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ في المخلوق والجزاء.
قوله تعالى: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ٦ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ٧ أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ ٨ أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ ٩}
  · القراءة: قرأ الأعمش وحمزة والكسائي: «إِنْ يَشَأْ نَخْسِفْ» و {يُسْقِطْ} كلها بالياء كناية عن اسم الله تعالى، واختاره أبو عبيد؛ لأنه تقدم ذكر اسم الله. الباقون [بالنون] أضافها إلى نفسه.