التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد 6 وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد 7 أفترى على الله كذبا أم به جنة بل الذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضلال البعيد 8 أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء إن في ذلك لآية لكل عبد منيب 9}

صفحة 5782 - الجزء 8

  · اللغة: الهداية: الدلالة، والهادي إلى الحق: الدال عليه والمُظْهِرُ لطريقه.

  والنبأ: الخبر، والإنباء: الإخبار.

  والتمزيق: التقطيع، مَزَّق تمزيقًا. فهو مُمَزِّق، والشيء مُمَزَّقٌ.

  والجِنَّة: الجنون، وأصله من الستر؛ لأنه يستر العقل.

  والخسف: الذهاب في الأرض.

  والكِسَف: القِطَع.

  · الإعراب: {وَيَرَى} موضعه يحتمل النصب عطفًا على «ليجزي»، ويحتمل الرفع على الاستئناف.

  وجواب {إِذَا} في قوله: {إِنَّكُم} تقديره: إذا مزقتم تَجَدَّدَ خَلْقُكُمْ.

  {الْحَقَّ} نصب؛ لأنه المفعول الثاني، والمفعول الأول: {الَّذِي أُنزِلَ إِليكَ} تقديره: ويرى الَّذِينَ أوتوا العلم الذي أنزل إليك الحق.

  {أَفْتَرَى} قيل: دخل الاستفهام على ألف الوصل فنصب الألف في {أَفْتَرَى} قيل: أسقط ألف الاستفهام لدلالة الكلام عليه، وقيل: ذلك لا يقبل؛ لأن ألف الاستفهام لا يحذف إلا عند الضرورة، والقراءة بقطع الألف، ولو لم يقطع لكان خبرًا بعده استفهام.

  فأما (هو) في قوله: {هُوَ الحَقَّ} يسميه الكوفيون عمادا، وأنشد الكسائي:

  لَيْتَ الشَّبَابَ هُوَ الرَّجِيعُ عَلَى الْفَتَى ... وَالشَّيْبُ كَانَ هُوَ الْبَدَاءُ الأوَّلُ

  قال الكسائي: الأول: عماد، والثاني: اسم. وقيل: إنه تأكيد لمَّا طال الكلام.

  {إِنَّكُم} كسرت الهمزة: لأن تقديره: تقولون: إنكم.