قوله تعالى: {ولقد آتينا داوود منا فضلا ياجبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد 10 أن اعمل سابغات وقدر في السرد واعملوا صالحا إني بما تعملون بصير 11 ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير 12 يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داوود شكرا وقليل من عبادي الشكور 13 فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين 14}
  وَعَلَيِهْمَا مَسْرُودَتَانِ قَضَاهُمَا ... دَاوُودُ أو صَنَعُ السَّوَابِغِ تُبَّعُ
  ودرع مسرودة: مسمورة الحلق.
  والزيغ: العدول عن جهة الصواب، زاغ زيغًا، وأزاغه إزاغة.
  ويقال: أَلنْتُ الشيء فأنا أُلِينُهُ إِلاَنةً، ولَيَّنتُ تليينًا.
  ومعنى المحراب أشرف المجالس، عن أبي عبيدة، ومنه: {تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ}[ص: ٢١] ومنه يقال: للقصر: محراب، ومنه: محراب المسجد لشرفه.
  والتماثيل: واحدها تمثال، وهي صور الأشياء، وأصله: القيام، كأنه نصب قائمًا، ومنه: مَثَلَ الرجل مثولاً إذا انتصب قائمًا، ومنه الحديث: «مَنْ سَرَّهُ أن يَمْثُلَ له الناس فليتبوأ مقعده من النار» أي: يقومون له.
  والجِفان: جمع جَفْنَةٍ، وهي ما يؤكل فيه.
  والجَوابِ: الحياض، واحدها جابية؛ لأنه يجتمع فيه الماء، وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب يثبتون الياء، وهو الأصل، والباقون يحذفونها للتخفيف.
  والراسيات: جمع راسية، وهي الثابتة، ومنه: رست السفينة.
  والمِنْسَأَةُ: العصا؛ لأنه يطرد بها ويساق، من نَسَأْتُه بالهمز، أي: سُقْتُهُ، ونسأت الشيء: طردته.
  · الإعراب: {اعْمَلُوا} خطاب جمع وإن تقدم ذكر داود؛ لأن الخطاب في آل داود؛ لأن النعمة عليه نعمة عليهم بما دعاهم إليه وبين لهم، و «صَالحًا» نعتٌ لمحذوف أي: عملاً صَالحًا.