التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم 26 قل أروني الذين ألحقتم به شركاء كلا بل هو الله العزيز الحكيم 27 وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون 28 ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين 29 قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون 30}

صفحة 5806 - الجزء 8

  وتدل الآية الأخيرة أن أحدًا لا يؤاخذ بذنب غيره وأن الذنب فعلُ العبد.

قوله تعالى: {قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ ٢٦ قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاءَ كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ٢٧ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ٢٨ وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ٢٩ قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ لَا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ ٣٠}

  · اللغة: الجمع: ضم الشيء إلى الشيء في معنى ما، جمع الجواهر: ضم أحدها إلى الآخر في الجهة، وجمع الفرع والأصل: ضم أحدهما إلى الآخر في الحكم، والله يجمع بين أهل الحق والباطل يوم البعث، ثم يفصل بينهم.

  والفتح: كشف صحة المعنى بما يظهر، والفتح: الحُكْمُ، ومنه الفتاح: الحاكم.

  والإلحاق: إيجاب أن الثاني في حكم الأول في أمر خاص يلحقه، أدركه وألحقه به.

  والكافة: الإحاطة، أخذ من كُفَّة الشيء، وهو حرفه، فإذا انتهى إليه كف عن الزيادة، وكافة لا تُثَنَّى ولا تجمع، وأصل الكف: المنع، ومنه: كف اليد؛ لأنه يكف بها عن سائر البدن، ورجل مكفوف: ممنوع البصر، وكففته فكف، ومعنى قوله ÷: «يتكففون الناس» أي: يسألونهم بأكفهم.

  والميعاد: أصله من الوعد وهي من «عاد»؛ ولذلك يجمع مواعيد، قلبت الواو ياء لانكسار ما قبله.

  · الإعراب {أَلْحَقْتُمْ} تقديره: ألحقتموهم به، فحذف الهاء والميم لدلالة (الذي).

  {كَافَّةً} نصب؛ لأنه صفة للرسول، وقيل: نصب على التفسير، ويحتمل أن يكون صفة للرسول وللمرسل إليهم، كلاهما جائزان.