التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {والذي أوحينا إليك من الكتاب هو الحق مصدقا لما بين يديه إن الله بعباده لخبير بصير 31 ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير 32 جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير 33 وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور 34 الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب 35}

صفحة 5847 - الجزء 8

  وتدل أن ذلك فعلُهم، خلاف قول الْمُجْبِرَةِ.

  وتدل أنه يوفر جزاءهم، وأن ذلك جزاء أعمالهم.

  وتدل أنه يغفر مرة بعد مرة؛ لأن (غَفُورٌ) يُنْبِئُ على ذلك.

قوله تعالى: {وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ ٣١ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ٣٢ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ٣٣ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ٣٤ الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ ٣٥}

  · القراءة: قرأ أبو عمرو: «يُدْخَلُونها» بضم الياء وفتح الخاء على ما لم يسم فاعله من الإدخال؛ لأنه أفخم، وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الخاء من الدخول، أضاف الدخول إليهم.

  قرأ أبو جعفر ونافع وعاصم: {وَلُؤْلُؤًا} بالنصب هاهنا، وفي سورة (الحج) عطفًا على محل {أَسَاوِرَ} على تقدير: ويحلون لؤلؤًا. وقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو وحمزة والكسائي بالجر في السورتين عطفا على قوله: {مِن ذَهَبٍ} أي: ومن لؤلؤ، وقرأ يعقوب هاهنا بالجر وفي (الحج) بالنصب.

  قراءة العامة: {لُغُوبٌ} بضم اللام، وهو الكلال والإعياء، وعن السلمي بفتحها، وهو مصدر كالوَلُوع والقَبُول.