قوله تعالى: {والذي أوحينا إليك من الكتاب هو الحق مصدقا لما بين يديه إن الله بعباده لخبير بصير 31 ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير 32 جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير 33 وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور 34 الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب 35}
  وعن عمر وعثمان: أن الجميع ناجية.
  وعن عثمان: سابقنا: أهل الجهاد، ومقتصدنا: أهل مصرنا، وظالمنا: أهل بدونا.
  وعن ابن الحنفية: فمنهم ظالم لنفسه مغفور له، ومقتصدنا في الجنان، وسابقنا في الدرجات العلا.
  وقيل: ظالم لنفسه بالصغائر، ومقتصد في الطاعات في الدرجة الوسطى، وسابق بالخيرات في الدرجة العليا، عن جعفر بن حرب.
  وقيل: هم ثلاثة: السابقون في الدين اعترفوا بذنوبهم، وآخرون مرجون.
  «بِإِذْنِ اللَّهِ» أي: بأمره، وقيل: بنعمه «ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَيِيرُ» قيل: الاصطفاء، وقيل: السبق إلى الخيرات، وقيل: إيتاء الكتاب «جَنَّاتُ عَدْنٍ» قد بَيَّنَّا مَنْ أوجب له الجنة، فقيل: السابق فقط، وقيل: السابق والمقتصد، وقيل: الجميع. والجنات البساتين التي في الأشجار، والعدن: الإقامة، يعني: أنها لا زوال لها. «يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ» جمع سوار، وهو ما يحلى به «وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ» قيل: الديباج، وقيل: هو للرجال والنساء؛ لأن الحظر يزول بزوال التكليف، وقيل: بل للنساء، فأما اللباس للجميع، والأول أوجه. «وَقَالُوا» أي: إذا دخلوا الجنة قالوا، وعبر عن المستقبل بالماضي لصحة كونه «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ» قيل: حزن النار، عن ابن عباس. وإنما كان ذلك في الدنيا، فأما في الآخرة فلا ينال المؤمن حزن. وقيل: حزن الذنوب وخوف رد الطاعات، عن عكرمة. لما رأوا الذنوب غفرت، والحسنات قبلت قالوا: الحمد الله. وقيل: حزن الموت والحشر