قوله تعالى: {وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون 41 وخلقنا لهم من مثله ما يركبون 42 وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون 43 إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين 44 وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون 45 وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين 46 وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه إن أنتم إلا في ضلال مبين 47}
  ومتى قيل: من يطعم الفقراء؟
  قلنا: هو الله تعالى إلا أنه على يد الأغنياء، حيث أعطاهم وأمرهم ولطف لهم حتى أعطوا.
  ومتى قيل: ما الفائدة فيه؟
  قلنا: لطف للفريقين، ومكرمة للغني، وما يحصل لهم من العوض والثواب على الصبر.
  · الأحكام: تدل الآية على قدرته تعالى ونعمته حيث جعل الماء بحيث تجري فيه السفن، والريح بحيث يجريها، وكل ذلك مما ينفرد هو بالقدرة عليه.
  ويدل قوله: {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} أنه أراد رحمة الجميع.
  وتدل أن رحمته تنال بالتقوى.
  ويدل قوله: {وَمَا تَأْتِيهِمْ} الآية، على وجوب النظر، وقبح التقليد.
  ويدل قوله: {أَنفِقُوا} الآية، على أشياء:
  منها: أن مطلق الإنفاق يفيد الصدقة؛ ولذلك حكى عن الكفار بعده ما قالوا.
  ومنها: أن الإطعام مِنْ قِبَلِهِ تعالى، وإن كان على يد غيره، فظنوا أن إطعامه يكون ابتداء.
  ومنها: أن المصلحة قد تكون في وصول الطعام إليهم بأمره، لا على وجه الابتداء؛ لذلك ذمهم.
  وتدل على أن الإعراض فعلُهم.