قوله تعالى: {وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون 41 وخلقنا لهم من مثله ما يركبون 42 وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون 43 إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين 44 وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون 45 وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين 46 وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه إن أنتم إلا في ضلال مبين 47}
  قوله تعالى:
  {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ٤٨ مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ ٤٩ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ ٥٠ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ ٥١ قَالُوا يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ٥٢ إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ ٥٣ فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ٥٤ إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ ٥٥ هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ ٥٦ لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ ٥٧ سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ ٥٨ وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ ٥٩ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَابَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ٦٠ وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ٦١}
  · القراءة: اختلفوا في قوله: {يَخِصِّمُونَ}، فقرأ ابن كثير وورش عن نافع ومحمد بن حبيب عن الأعشى عن أبي بكر وعاصم وهشام عن ابن عامر، وزيد عن يعقوب: «يَخَصِّمُونَ» بفتح الياء والخاء وتشديد الصاد، وهو اختيار أبي عبيد وأبي حاتم، أي: يخاصم بعضهم بعضًا، لما أدغموا نقلوا حركة التاء إلى الخاء لأن أصله: (يختصمون).
  قرأ أبو عمرو بفتح الخاء إلا أنه شمه الفتح ويخلصه ولا يشبعه، بل يخفه.
  وقرأ أبو جعفر وورش عن نافع بفتح الياء وسكون الخاء وتشديد الصاد: أي: يغلب بعضهم بعضًا بالخصام، وهو قراءة أبي بن كعب.
  وقرأ عاصم وابن عامر والكسائي بفتح الياء وكسر الخاء وتشديد الصاد، أي: وهم يخصمون عند أنفسهم في دفع النشأة الثانية.
  وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو: «في شُغْلِ» ساكنة الغين، الباقون بضمها، وهما لغتان، نحو: ينجِيه وينجِّيه.