قوله تعالى: {وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون 41 وخلقنا لهم من مثله ما يركبون 42 وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون 43 إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين 44 وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون 45 وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين 46 وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه إن أنتم إلا في ضلال مبين 47}
  والامتياز: انفصال الشيء عما كان ملتبسًا به، ومنه: مَيَّزَهُ تمييزًا، وتميَّز تميّزًا، وامتاز امتيازًا.
  · الإعراب: موضع (ما) في قوله: {إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} قيل: نصب لوجهين:
  أحدهما: مفعول ما لم يُسَمَّ فاعله.
  والثاني: بنزع حرف الصفة، أي: إلا لِمَا.
  و {قَولًا} نصب على المصدر؛ أي: قال لهم قولاً، وفيه معنى الجزاء.
  · النظم: يقال: كيف يتصل قوله: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ} بما قبله وما بعده من الآيات؟
  قلنا: لما ذكر أدلة التوحيد ودعاهم إلى عبادته وعدّ عليهم سوء أفعالهم وحذرهم من عذابه، ثم قال: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا} عذاب الله وآمِنوا بالآيات التي تقدم ذكرها، أصروا على الكفر، وإذا قيل: أنفقوا في سبيل الله بَخِلُوا، وإذا وعدوا بالقيامة قالوا تكذيبًا: متى يكون وكيف؟، وكيف يكون حال المؤمن والكافر؟
  · المعنى: «وَيَقُولُونَ» يعني: الكفار «مَتَى هَذَا الْوَعْدُ» أي: القيامة «إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ» في أنا نبعث، قال تعالى: «مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ» قيل: الصيحة الأولى، وهي النفخة في الدنيا عند قيام الساعة تأتيهم بغتة، والرجل يسقي إبله وآخر يبيع سلعته، وفي حديث مرفوع: «هي نفخات: نفخة الفزع، ونفخة الصعق، ونفخة القيام لرب العالمين».
  ومتى قيل: كيف ينتظرون مع التكذيب؟
  قلنا: لما تضمن قولهم: «مَتَى هَذَا الْوَعْدُ» التوقع والانتظار جاز أن يوصفوا