قوله تعالى: {فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون 33 إنا كذلك نفعل بالمجرمين 34 إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون 35 ويقولون أئنا لتاركو آلهتنا لشاعر مجنون 36 بل جاء بالحق وصدق المرسلين 37 إنكم لذائقو العذاب الأليم 38 وما تجزون إلا ما كنتم تعملون 39 إلا عباد الله المخلصين 40 أولئك لهم رزق معلوم 41 فواكه وهم مكرمون 42 في جنات النعيم 43 على سرر متقابلين 44 يطاف عليهم بكأس من معين 45 بيضاء لذة للشاربين 46 لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون 47 وعندهم قاصرات الطرف عين 48 كأنهن بيض مكنون 49}
  والمعين: مأخوذ من عين الماء، أي: يخرج من العيون كما يخرج الماء، وسمي عينًا لظهوره، يقال: عان الماء: إذا ظهر جاريًا، قاله ثعلب، فهو على مفعول من العين نحو: مَبِيعٍ ومَكِيلٍ، وقيل: سمي معينًا؛ لأنه يجري ظاهر العين. ويجوز أن يكون «فعيلاً» من المعين، وهو الماء الشديد الجري، ومنه: أمعن في السير: إذا اشتد فيه، قال الفراء: ويجوز أن يكون فعيلاً من الماعون، وهو الزكاة.
  واللذة: نيل المشتهى، فهل هو معنى برأسه، قال أبو علي: نعم، وقال أبو هاشم: لا، بل هو إدراك المشتهى. فأما الألم الحادث من الضرب فمعنى بالاتفاق، فأما إدراك ما نكرهه فعلى الخلاف.
  والغَوْلُ: فساد يلحق الشيء في خفية، يقال: اغتاله اغتيالاً: إذا أفسد عليه أمره، ومنه: الغِيَلَةُ والغَوَلُ في خفية، قال الشاعر:
  وَمَا زَالَتِ الْكَأْسُ تَغْتَالُنَا ... وَتَذْهَبُ بِالأوَّلِ الأَوَّلِ أي: تَصْرَعُ واحدًا بعد واحد.
  والقاصرات: جمع قاصرة، وقصر وأَقْصَرَ: كَفَّ، وقاصرات الطرف: أن يقصرن طرفهن على أزواجهن، لا ينظرن إلى غيرهم.
  والعِين: الكُحَّل العُيُون وحِسَانُها، رجل أَعْيَنُ، وامرأة عيناء، ونساء عِينٌ.
  والمكنون: المصون من كل شيء، قال الشاعر:
  وَهْيَ زَهْرَاءُ مِثْلُ لُؤْلُؤةِ الغَوَّا ... صِ مِيزَتْ مِنْ جَوْهَرٍ مَكْنُونِ
  · الإعراب: يقال: لم قال: {مَكْنُونٌ} والبيض جمع؟
  قلنا: لأنه رجع به إلى اللفظ.