التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإن كانوا ليقولون 167 لو أن عندنا ذكرا من الأولين 168 لكنا عباد الله المخلصين 169 فكفروا به فسوف يعلمون 170 ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين 171 إنهم لهم المنصورون 172 وإن جندنا لهم الغالبون 173 فتول عنهم حتى حين 174 وأبصرهم فسوف يبصرون 175 أفبعذابنا يستعجلون 176 فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين 177 وتول عنهم حتى حين 178 وأبصر فسوف يبصرون 179 سبحان ربك رب العزة عما يصفون 180 وسلام على المرسلين 181 والحمد لله رب العالمين 182}

صفحة 5959 - الجزء 8

قوله تعالى: {وَإِنْ كَانُوا لَيَقُولُونَ ١٦٧ لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا مِنَ الْأَوَّلِينَ ١٦٨ لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ١٦٩ فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ١٧٠ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ ١٧١ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ ١٧٢ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ١٧٣ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ ١٧٤ وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ١٧٥ أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ ١٧٦ فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ ١٧٧ وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ ١٧٨ وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ١٧٩ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ١٨٠ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ١٨١ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ١٨٢}

  · اللغة: السَّبْقُ: مصدر سَبَقَ سبقًا، وسَابَقَ غيره سباقًا إذا طلب أن يسبقه.

  والغلبة والقهر من النظائر: وهو أن يصير غيره بحيث يجري عليه حكمه.

  والاستعجال: طلب الشيء قبل وقته.

  وساءه يَسُوؤُه سَوْءًا: إذا أوقع به ما يَسُوؤُهُ.

  · الإعراب: اللام في قوله: {لَيَقُولُونَ} قيل: لام التأكيد، وقيل: لام الابتداء. والهاء في قوله: «به» تعود إلى الذكر. {فَسَاءَ صَبَاحُ} رفع؛ لأن (ساء) بمنزلة بئس.

  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى حال الرسل وما نال أعداءهم، فقال سبحانه: «وَإِنْ كَانُوا» يعني: وقد كانوا «لَيَقُولُونَ» يعني: أهل مكة قبل مجيء الرسول إليهم، وتلاوته كتاب الله عليهم «لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا مِنَ الأَوَّلِينَ» يعني: كتابًا مثل كتب الأولين كالتوراة والإنجيل «لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ» لآمنا به ولأخلصنا فيه «فَكفَرُوا بِهِ» في الكلام حذف، أي: فلما أتاهم الكتاب، وهو القرآن كفروا به «فَسَوْفَ يَعْلمُونَ» وعيد لهم؛ أي: حين ينزل