قوله تعالى: {وإن كانوا ليقولون 167 لو أن عندنا ذكرا من الأولين 168 لكنا عباد الله المخلصين 169 فكفروا به فسوف يعلمون 170 ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين 171 إنهم لهم المنصورون 172 وإن جندنا لهم الغالبون 173 فتول عنهم حتى حين 174 وأبصرهم فسوف يبصرون 175 أفبعذابنا يستعجلون 176 فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين 177 وتول عنهم حتى حين 178 وأبصر فسوف يبصرون 179 سبحان ربك رب العزة عما يصفون 180 وسلام على المرسلين 181 والحمد لله رب العالمين 182}
  بِسَاحَتِهِمْ» يعني: العذاب نزل بساحتهم، قيل: بدارهم، عن السدي. وقيل: بفنائهم وناحيتهم «فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنذَرِينَ» أي: بئس صباح الكافرين حينئذ، ولا صباح أسوأ من صباح من حل به عذاب الله «وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ. وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ» قيل: إنما كرر ذلك لأنهما عذابان، عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، كأنه قيل: أبصرهم في عذاب الدنيا، وأبصرهم في عذاب الآخرة، عن أبي علي. وقيل: هو تأكيد، والعرب تفعل مثل ذلك في مخاطبتهم، عن أبي مسلم. «سبحَانَ رَبّكَ» تنزيهًا من كل سوء «رَبِّ الْعِزَّةِ» أراد بالعزة ما يفعله بالأنبياء والمؤمنين من الرفعة والإعزاز، وقيل: المالك للعزة القادر عليها، وقيل: الرب العزيز «عَمَّا يَصِفُونَ» أي: عمَّا يصفه الكفار به ممّا لا يليق به «وَسَلاَمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ» أي: السلامة في الدنيا والآخرة والثناء الجميل عليهم «وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ» أي: شكرًا له على ما أنعم فأسبغ ودفع من المكاره، وعن النبي ÷ أنه كان يقول قبل أن يسلم: «سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ...» إلى آخرها.
  · الأحكام: يدل قوله: {لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا} على أن مَنِ التزم خيرًا، ثم لم يفِ به يعظم وزره.
  وتدل الآية أن الله ينصر رسله، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ أنه ينصر الكفار عليهم.
  ويدل قوله: {وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ} على فضل المجاهدين، وفيه حث على الجهاد.
  ويدل قوله: {سُبْحَانَ} على تنزيهه عما لا يليق به.